أكثر من 13 شهرٍ مرّت على بدء حرب الكيان الصهيوني على قطاع غزة المُحاصر، وأكثر…
“قتال داعش” تهمة تغيب أصحابها في سجون قسد
لا زالت حملة الأهالي والناشطين التي أطلقوها قبل أيام تحت عنوان “أنقذوا المعتقلين من سجون قسد” تلقي بظلالها على أسماء آلاف المعتقلين داخل زنازين قوات قسد والتحالف الدولي دون محاكمات واضحة أو تهم يتم على أساسها محاكمة عادلة تحت أنظار ذوي السجناء والمظلومين، وفق ما تقتضيه “الديمقراطية والحرية” التي ترفع شعاراتها قسد ومن خلفها التحالف الدولي، وسط دعوات للمنظمات الدولية والإنسانية للتدخل وإنقاذ من تبقى من هؤلاء المعتقلين في ظل تواتر أنباء شبه يومية عن وفيات بعض السجناء تحت التعذيب على يد سجاني قسد، فيما غُيب مئات آخرون دون معرفة أهاليهم مصيرهم أو حتى مكان اعتقالهم.
“قتال داعش” تهمة قسد الجديدة لمعتقليها:
بالتزامن مع تغييب آلاف المعتقلين في زنازين قسد من بينهم معتقلي الرأي و المتهمين بالانتماء لتنظيم داعش ومع مطالبات الأهالي بإطلاق سراح أبنائهم، طفت على السطح مؤخراً أسماءٌ للعديد من أولئك الشباب ممن كانوا في سجون تنظيم داعش سابقاً تحت تهم قتال التنظيم وإطلاق حكم الردة عليهم بانتظار مصيرهم المعروف وهو القتل، ليتفاجأ الجميع بعد سيطرة قوات التحالف وقسد على المنطقة بأنه قد تم الاحتفاظ بأولئك السجناء في نفس سجون التنظيم التي تحولت لسيطرة قسد، حيث من المفترض تسوية وضعهم وإطلاق سراحهم من قبل قسد التي قاتلت التنظيم لرفع ظلمه عن العباد، في الوقت الذي يجب فيه أن لا يعتبر قتال التنظيم تهمة يقبع صاحبها سنوات أخرى داخل السجن في ظل سيطرة قسد.
الطفل “فواز الكعبان” أحد ضحايا “داعش” و “قسد”:
خلال قتال الفصائل الثورية لتنظيم داعش والذي استمر لشهور عدة في أرياف الحسكة والرقة وديرالزور، أسر عناصر التنظيم الطفل “فواز منصور الكعبان” من أهالي مدينة الشحيل شرق ديرالزور، وذلك أثناء اقتحام “داعش” بلدة “الصور” شمال المحافظة في حينها كان فواز لم يتجاوز الـ 14 عاماً، ليقبع على إثر ذلك الفترة التي سيطر فيها التنظيم على المنطقة في سجونه، وبعد طرد الأخير وبسط سيطرة قسد والتحالف انتقل فواز من ظلم “داعش” إلى ظلم قوات قسد ومعه أكثر من 400 شخصٍ محكومٌ عليهم بالقتل عند تنظيم “داعش”، وسط أنباء وردت لذوي الطفل أن التنظيم قام بتصفيته، والذين بدورهم أقاموا بيت عزاء له وسلموا أمرهم لله -بحسب ما أفاد ذويه لشبكة نداء الفرات-.
رحلة البحث عن “فواز” في سجون قسد بعد التأكد أنه مازال حياً:
انتهت رحلة البحث عن الطفل “فواز” على إثر الأنباء التي نقلها التنظيم لأهله عن قتله في مقر الملعب الأسود في مدينة الرقة، لتبدأ معاناة أهل “السجين” بالبحث من جديد، وبحسب ما قال أحد ذويه لشبكة “نداء الفرات”: “بعد خروج أحد المعتقلين من سجن قسد أخبرنا أن فواز على قيد الحياة وهو موجود في سجن الأحداث في مدينة الرقة بعد نقله من قبل قسد مع 400 شخصٍ -كانوا معتقلين لدى “داعش” في النقطة 11 بداخل الملعب البلدي- إلى سجون مدينة “عين العرب” شرق حلب، وبعد التواصل عن طريق أحد قيادات قسد، تم التأكد من وجوده وتصوير بياناته في قيود وأرشيف السجن” وأضاف “بعد التأكد من وجود ابننا في سجن الأحداث تحدثنا إلى عددٍ من الشخصيات وشيوخ العشائر للتوسط وإطلاق سراحه، إلا أن قسد نقلته من السجن إلى مكانٍ مجهول بعد تدخل تلك الشخصيات، وأنباء عن نقله إلى سجونها في الحسكة تارة وإلى “السجن الأصفر” التابع للفرقة 17 والذي يرأسه “هافال جودي (استخبارات)” بريف الرقة تارة أخرى”.
الطفل “فواز الكعبان” هو واحد من بين 400 معتقلٍ تنقلوا بين سجون داعش وقسد ومن بين أيضاً آلاف المساجين الذين اعتقلتهم قوات قسد ضمن حملاتها الأمنية والعسكرية التي أطلقتها ضد أبناء المناطق العربية بتهم الدعشنة، حيث يقبع كثير منهم لسنوات وبعضهم لشهور دون إخضاعهم لمحاكم تنهي مأساتهم ومعاناة أهاليهم في صورة أشبه بالانتقام، يتزامن ذلك مع إطلاق حملات إنسانية ضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي تهدف للنظر في قضايا المعتقلين وإطلاق سراح المظلومين ومحاكمة المسيئين منهم دون دوافع انتقامية أو شخصية من بعض قيادات قسد النافذة في المنطقة.
This Post Has 0 Comments